فلسطينيون وفلسطينيات يطالبون بجثامين أبنائهم المحتجزة لدى الاحتلال

442 views مشاهدة
أخر تحديث : الخميس 29 أغسطس 2019 - 10:12 صباحًا
فلسطينيون وفلسطينيات يطالبون بجثامين أبنائهم المحتجزة لدى الاحتلال

الضفة المحتلة (اتحاد لجان العمل النسائي)

“نفسي أشوفه، أعبطه وأبوسه وأدفنه”، نعم، تحلم أم الشهيد ياسر الشويكي بلحظات وداع بينها وبين ابنها، تحلم باحتضانه وتقبيله ودفن جثمانه، تحلم بأن يوارى الثرى في مكان تعهده، تزور قبره كلما احتاجت ذلك، تضع الورود وتسقيه بالماء علّها تصل روحه! حلم بالتأكيد يقتله الاحتلال، فهذه سياسته مع مئات العائلات الفلسطينية التي قتل أبناءها على أيدي الجيش!

هو أب لستّة من الأطفال الذين لا يدركون معنى رحيل والدهم، يسألون والدتهم باستمرار “وين بابا؟” “بدنا بابا”، لا يصدّقون أنه استشهد، فلم يروا جثمانه ولم يودعوه للمرة الأخيرة، خرج للعمل ولم يعد منذ أشهر.

الشهيد ياسر فوزي شويكي، قُتل في مارس / آذار من العام الجاري، برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي في مدينة الخليل، بادعاء محاولته تنفيذ عملية طعن. والشهيد يعمل موظفا في المحكمة الشرعية في الخليل.

وتزعم وسائل إعلام إسرائيلية، أن الشهيد حاول طعن أحد جنود الاحتلال من حراس بناية محصّنة في مدينة الخليل المحتلة قرب مستوطنة “كريات أربع”، رغم أنه لم يٌصب أحد منهم.

فوزي الشويكي والد الشهيد يقول إن الاحتلال تعمّد قتل ابنه بينما كان يمر في منطقة “الرأس” وهو يوزع دعوات على المواطنين الصادرة عن محكمة بداية الخليل أي بينما كان يمارس عمله، بحسرة وأسى يناشد والده كافة الجهات المختصة والمؤسسات المعنية بالتدخل من أجل الإفراج عن جثمان ياسر من أجل تشييعه ودفنه في المقبرة الإسلامية في الخليل.

ويصل عدد جثامين الشهداء الفلسطينيين المحتجزة لدى الاحتلال الإسرائيلي بحسب بيانات الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء إلى 304، منها 253 دُفنت في مقابر الأرقام وقد استشهد أصحابها قبل عام 2015، أمّا البقيّة فموزّعة على الشكل الآتي: 47 جثماناً محتجزاً في ثلاجات الاحتلال وأربعة أخرى دفنت في مقابر الأرقام وتعود إلى عبد الحميد أبو سرور ومحمد الفقيه ومحمد الطرايرة ورامي العورتاني.

تجدر الإشارة إلى أنّ آخر الشهداء الذين أودعوا ثلاجات الاحتلال هو الطفل نسيم أبو رومي الذي قتله جنوده عند باب السلسلة، أحد أبواب المسجد الأقصى، في 16 أغسطس/ آب الجاري.

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي احتجاز جثامين مئتين وثلاثة وخمسين شهيدا في مقابر الأرقام وخمسة وأربعين آخرين في ثلاجاتها.

ويعتبر السابع والعشرين من آب/ أغسطس الجاري هو اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء حيث يشهد هذا اليوم عدة فعاليات شعبية لإحياء هذا اليوم.

تقول سلوى حماد من اللجنة الشعبية لاسترداد جثامين الشهداء، إن مجموعة من الفعاليات تنظم في المحافظات الفلسطينية بالضفة الغربية وقطاع غزة حتى استرداد الجثامين ووقف الجريمة التي تمارسها إسرائيل بحقهم وحق عائلاتهم.

وأضافت في مقابلة مع صحيفة العربي الجديد، أن “الاحتفاظ بالجثامين يتمّ في مقابر أرقام تقع في مناطق معرّضة إلى عوامل مختلفة، منها انجراف التربة نتيجة مياه الأمطار وارتفاع حرارة الصيف، علماً أنّ عدداً منها يقع في منطقة غور الأردن وعلى عمق سطحيّ، الأمر الذي يسّهل الانجراف”، لافتة إلى أنّ المسافة بين الجثامين لا تتجاوز 20 سنتمتراً، فيما تُدفَن في أكياس نايلون سوداء في معظم الأحيان”.

وتوضح : “لم يسبق للحملة الوطنية أن دخلت مقابر أرقام ولا تتوفّر لديها أيّ معلومات دقيقة حولها، غير أنّها تقدّر عدد تلك المقابر بأربع تقام في معظم الأحيان بمناطق عسكرية مغلقة”، مشيرة إلى “شهادة وصلت الحملة من أحد سكان قرية الجفتلك في الأغوار بالقرب من أريحا، شرقي الضفة الغربية، أفاد فيها بأنّه اصطدم بألواح معدنية مرقمة في أثناء مروره في المكان”.

وفي كلمة الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزة، قال مدير مركز القدس للمساعدة القانونية عصام العاروري، إن “الاحتلال يحتجز 51 شهيدًا منذ العام 2015، و253 شهيدًا في “مقابر الأرقام”، و68 مفقودًا حسب ما وثقته الحملة الوطنية”، مُؤكدًا أن “الحملة ومنذ انطلاقها عام 2008، استطاعت تحرير 310 جثامين كانوا محتجزين لدى الاحتلال، 180 منهم منذ شهر تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2015”.

كما أشار إلى أن “الحملة ستواصل فضح جرائم الاحتلال، حيث يأتي هذا اليوم والاحتلال يصعد من إجراءاته، سعيًا وراء تجويع أسر الشهداء”.

وبدوره، أكَّد مدير نادي الأسير في نابلس رائد عامر حق شعبنا في استرداد جثامين الشهداء المحتجزة، والضغط على الاحتلال للإفراج عنهم.

ودعا إلى “ضرورة الاستمرار في دعم الأسرى المضربين عن الطعام، وعلى رأسهم الأسير حذيفة حلبية المضرب منذ 58 يومًا، وأحمد غنام منذ 45 يومًا، وسلطان خلف منذ 41 يومًا، بالإضافة إلى إسماعيل علي منذ 35 يومًا، والأسير طارق قعدان منذ 28 يومًا، وناصر جبع منذ 21 يومًا، وثائر حمدان 16 يومًا، وفادي الحروب منذ 15 يومًا”.

تقرير : مرح الوادية

المصدر : نوى ، فلسطينيات

رابط مختصر

أضـف تـعـلـيق 0 تـعـلـيـقـات

* الإسم
* البريد الألكتروني
* حقل مطلوب

البريد الالكتروني لن يتم نشره في الموقع

شروط النشر:

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.