الضغوط النفسية في ظل جائحة كورونا {كوفيد_19}

314 views مشاهدة
أخر تحديث : الخميس 1 أكتوبر 2020 - 12:50 مساءً
الضغوط النفسية في ظل جائحة كورونا {كوفيد_19}

غزة(اتحاد لجان العمل النسائي)

ايمان عبد المنعم ابو عمرة مسؤولة اللجنة الاجتماعية بمحافظة رفح

منذ اللحظة الأولى لتفشي جائحة فيروس كورونا المُستجد (كوفيد – 19)، ظهرت بوادر الضغوط النفسية والاجتماعية بين الناس، لأسباب عدةـ منها قلقهم من الإصابة بالعدوى، أو بسبب الأجواء السلبية المحيطة بهم، ناهيك عن مكوثهم الدائم في منازلهم،و وقت الفراغ الكبير
وهذا بدوره أدى الى انعكاسات سلبية على الصحة النفسية للأفراد أبرزهذه الانعكاسات: ارتفاع مستويات الشعور بالقلق والتوتر، والأرق وتقطّع ساعات النوم، وزيادة أو فقدان الشهية، وارتفاع نسب العنف الأسري، وزيادة عدد حالات الطلاق، والانتحار، ناهيك عن الآثار التي من الممكن أن تتحول إلى أعراض مرضية نفسية، مثل اضطراب القلق العام، واضطراب الوسواس القهري، واضطراب الاكتئاب الرئيسي، واضطراب ما بعد الصدمة النفسية
ويجب التنويه على أن تبعات حالة القلق والخوف والعزل الذي نعيشه في ظل تفشي فيروس كورونا اثقل على النساء كونهن الاكثر تضررا من الناحية النفسية والاجتماعية، فهن صاحبات الرعاية والاهتمام بجميع افراد الاسرة، الامر الذي قد ضاعف من الضغط النفسي  …
فالقلق والخوف والتوتر يؤثر على الشخص نفسه وكذلك المحيطين به ويتسبب في اضطراب الأجهزة الحيوية بالجسم مما يؤثر على الوظائف الرئيسية لتلك الأجهزة ويضر الجهاز المناعي بالجسم الذي يعد الخط الدفاعي الأول للجسم القادر على كبح الالتهابات والعدوى التي تهاجم الجسم. ويتسبب في نقص الخلايا والإفرازات المسؤولة عن تنظيم الجهاز المناعي بشكل عام وهو ما يضعف من قدرته على محاربة الفيروسات المعدية والأجسام الدخيلة ويقلل بالتالي من كفاءته ويجعل الجسم يستغرق وقتا أطول في التعافي.
إن التحلي بالصبر والابتعاد عن الأوهام وعدم الاستسلام لموجات الخوف والتوتر ضروري لتجنب انعكاساتها السلبية على نفسياتنا التي تؤثر بدورها على جهاز المناعة وتعرضنا لخطر الإصابة المضاعف بفيروس كورونا .لذلك يجب التركيز خلال هذه الفترة على كيفية المواجهة الهادئة لآثار هذه الأزمة المختلفة وكيفية تغذية المناعة “النفسية” التي تغذي بدورها المناعة الجسدية لمواجهة جائحة كورونا.
كيفية التعامل مع الضغوط النفسية الناجمة عن الوباء:_
ضرورة تقبل الوضع الراهن من خلال إدراك حقيقة نسبة الإصابات إلى حالات التعافي، والبحث عن مصادر معلومات موثوقة، والبقاء على تواصلٍ دائمٍ مع الأهل والأصدقاء، والابتعاد عن الأشخاص والأفكار السلبية، والتوقف عن متابعة الأخبار بشكل مكثف، والذي من شأنه أن يتسبّب في حالة من التوتر والضغط العصبي الشديد، خاصة مع انتشار الأخبار الزائفة.

التخطيط وعدم انتظار عودة الحياة إلى طبيعتها،البدء في مشاريع جديدة، مثل قراءة الكتب، أو القيام بنشاطات مختلفة كالرّسم، وممارسة تمارين الاسترخاء والتأمل، كلها تُعد من ضمن استراتيجيات التكيّف والتأقلم المفيدة والفعّالة للتعامل مع الضغوط النفسية المترتبة على الوباء.

بالنسبة للأطفال، من المهم أن تتم توعيتهم بعبارات لا تخيفهم وتتناسب مع مستواهم العقلي، وأن لا يظهر الوالدان القلق أمام أولادهم وعدم التحدث الزائد عن الموضوع. وهذه فرصة أيضا لتوعيتهم حول النظافة الشخصية، وملء أوقات فراغهم جيدا، مع مراعاة عدم انقطاعهم عن التعليم لمدة طويلة، وأن لا يبقى الطفل حبيس المنزل، أيضا يجب أن يتعرض للهواء والشمس تحت الإشراف بعيدا عن أي أطفال مرضى.

أما المسنون فيكادون يكونون أكثر رقة من الأطفال، ولديهم هشاشة صحية ونفسية أعلى من غيرهم، لذلك من المهم البقاء بالقرب منهم والتواصل معهم، مع الحرص الشديد على عدم نقل العدوى لهم، ودعمهم من الناحية المعنوية والصحية بما فيها من تغذية ورياضة وتهوية جيدة، والاهتمام بظهور أي أعراض مرضية حتى لا تتأخر الرعاية الصحية اللازمة.

وفي الختام يجب علينا الحد من ظاهرة التنمر على مصابي كورونا ففي حال ثبوت مرض شخص بكورونا وتسريب معلومات عنه يبدأ الشخص بالتعرض للتنمر، كما يلجأ بعض الاشخاص ممن يشعرون باعراض المرض الى اخفاء مرضهم خوفا من تعرضهم للتنمر، الامر الذي يعرض الجميع للخطر وذلك بزيادة حالات الاصابات وتفشي الفيروس في المجتمع.
هذا المرض كغيره من الامراض المعدية يمكن ان يصاب به اي شخص ويتعالج ويتشافى منه

هذه الظاهرة فقط تحتاج الى رفع الوعي لدى المجتمع وتكاتف الجميع وتحتاج لدعم مريض كورونا نفسيا ومعنويا بدلا من التنمر عليه

رابط مختصر

أضـف تـعـلـيق 0 تـعـلـيـقـات

* الإسم
* البريد الألكتروني
* حقل مطلوب

البريد الالكتروني لن يتم نشره في الموقع

شروط النشر:

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.