المرأة أمانة ما خلقت للإهانة

640 views مشاهدة
أخر تحديث : الثلاثاء 15 ديسمبر 2020 - 1:07 مساءً
المرأة أمانة ما خلقت للإهانة

ايمان ابو عمرة مسؤولة اللجنة الاجتماعية بمحافظة رفح

كل فعل يهدف إلى سلب إرادة المرأة أو تشويه ارداتها هو عمل عنفي يجب ايقافه..”رحلة 16 يومًا انطلقت في الخامس والعشرين من تشرين الثاني وتنتهي في العاشر من كانون الأول. رحلة تخلد ذكرى الأخوات ميرابال اللواتي أُعدمن عام 1960 بسبب نشاطهن السياسي. من هنا، بدأت مناهضة العنف ضدّ المرأة بمختلف أشكاله، إذ صنفته الجمعية العامة للأمم المتحدة أنّه “كلّ عنف يحرم المرأة من حريتها قسرياً، أو يسبب لها أي أذى أو معاناة نفسية وجسدية”.كما وتُعدّ ثقافة المجتمع والمفاهيم السائدة فيه أحد أهم أسباب العنف ضدّ المرأة، فالبعض لا يقر بوجود العنف، ولا يأخذ مخاطره على محمل الجد، باعتبارها لا تستدعي الرد أو اتخاذ أيّ إجراءات رادعة، ويُعزى هذا الاعتقاد إلى موروثات تعتبر تعنيف الرجل للمرأة أمراً مشروعاً ومبرَّراً ، بحجّة أنّ الرجل عنيف بطبيعته، ويصعب عليه التحكّم بغضبه.كذلك تشير الإحصائيات حول العنف ضد المرأة بأن :

– أكثر من 35% من نساء العالم تعرضنّ للعنف الجسدي أو الجنسي على يد أحد الأقرباء لهنّ من شريك حميم أو غيره من الأشخاص.

– تعرضت 30% من نساء العالم للعنف الجسدي على يد شريكهم في العلاقة.-38% من -جرائم قتل نساء في العالم كانت على يد الرجال الذين كانت تربطهم بهنّ علاقة.

– تعرضت 7% من نساء العالم للاعتداء الجنسي من قِبَل شخص لا تربطهم به علاقة

وصلت احتمالية ولادة النساء اللواتي تعرّضن للعنف الجسدي لأطفال ذوي وزن ناقص لـ 16%، بينما وصل احتمال إصابتهن بالاكتئاب إلى الضعف.أرقام تشير إلى الخطر الذي تعايشه النساء، لا سيما العنف الجسدي، الذي يسود في الثقافات الذكورية أو النزاعات المسلحة. تنشأ النساء منذ ولادتهن على قيم الاحترام، والأخلاق، والصدق، والمحبة. وتنمى هذه القيم الاجتماعية والدينية لديهن بدءاً من الدائرة الصغيرة وصولاً إلى التعاطي مع المجتمع بأسره. هذه المعتقدات تنتهك مجرد تعرض المرأة للعنف، الذي يتنافى مع هذه المبادئ الأخلاقية. وعندها، تشعر الضحية بخطر يلاحقها، بتعدٍ على كرامتها، بتقييد لحريتها، بإحساس ذنب لا يغتفر، وبإهانة مجتمعية. جميعها تأثيرات نفسية مرافقة للعنف. إذ يتركز في اللاوعي، وهو الجُعبة غير المرئية، التي تحتفظ بأشكال العنف، ما يدفع الناجية إلى الشعور بالخوف والموت وعقدة الذنب دون إدراكها لمسببات هذه الفوضى المشاعرية التي تظهر في تعاطيها مع المجتمع.وهذه العقدة التي تنتج عن عنفٍ نفسي أو معنوي أو جسدي، تسترجعها خلاياها العصبية في كل موقف مشابه أو عند كل حدث، أكانت أعراض الخوف والرجفة والعرق ودقات القلب المتسارعة والأصوات، وتعيش في اللاوعي الذي يتحكم في تصرفاتها وحتى تلقي النساء اللواتي تعرضن لعنف قوي إلى علاجات نفسية. هذه العلاجات لا تمحو آثار هذا العنف بل تمكنها من استكمال حياتها، باعتباره أنّه “حادث مؤلم، وليس حادثًا صادمًا”.وعلى مقولة “اللي بشوف مصيبة غيره بتهون عليه مصيبته”، برز في السنوات الأخيرة، الدعم النفسي الاجتماعي كعلاج متطور يساعد على تفاعل وتواصل العقل والجسد معًا، عبر الحديث عن القصة أو التروما، ما يدفع بأخريات للتعبير. وعليه، الاعتراف بما حدث والكلام عنه يحفز انتقال “التروما المركزة في العقل الباطني إلى إنعاش الوعي عبر طرق الذاكرة الصورية أو الحواس، ما يساعد في عملية الشفاء”. عنفٌ واحد يغير حياة النساء المسؤولات عن تربية أجيال، يؤدي إلى زعزعة تواصلها مع دائرتها، قد يدفعها إلى إنهاء حياتها، في ظلّ غياب مجتمع يحتويها ويثأر لكرامتها بمعاقبة الفاعل على فعلته في أطر قانونية‏كوني قويّة، متمكّنة، طموحة، قادرة، مستعدّة، متعلّمة، ومثقّفة. كوني القدوة في الحياة وفي تغيير المجتمعات.

#حياتنا_أجمل_بلا_عنف

رابط مختصر

أضـف تـعـلـيق 0 تـعـلـيـقـات

* الإسم
* البريد الألكتروني
* حقل مطلوب

البريد الالكتروني لن يتم نشره في الموقع

شروط النشر:

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.