شباب فلسطين: “بدنا انتخابات”

677 views مشاهدة
أخر تحديث : الثلاثاء 24 سبتمبر 2019 - 10:23 صباحًا
شباب فلسطين: “بدنا انتخابات”

انتهت المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية التونسية قبل يومين بتقدّم مفاجىء للمرشح الأكاديمي أستاذ القانون قيس سعيد وقطب الإعلام الذي يُحاكم بتهم الفساد نبيل القروي على بقية المرشحين وصعودهما إلى الدور الثاني.

تفاصيل الانتخابات الرئاسية التونسية التي حظيت باهتمام كبير من قبل وسائل الإعلام عالميًا، رافقها أيضًا متابعة خاصة من قِبل الشباب الفلسطيني الذي لم يعاصر كل من يقلّ عمره عن 31 عامًا أي تجربة انتخابية رغم افتراض أن يكونوا جربوا على الأثل ثلاث دورات انتخابية بالحد الأدنى لو كان الأمر طبيعيًا.

الشابة دعاء فايز “28 عامًا” قضت وقتها أمام التلفزيون في متابعة لانتخابات تونس كما الكثير من الشبان الفلسطينيين، وما إن انقطعت الكهرباء كما هو الحال في قطاع غزة، حتى أكملت متابعتها عبر الجوال.

دعاء: مرّت الأيام ولم نشارك في أي انتخابات لا أنا ولا أبناء جيلي

ألقت بهاتفها المحمول جانبًا وهي تقول :”عندما أجريت انتخابات يناير 2006 كنت أبلغ 15 عامًا، حينها قلت في نفسي في الانتخابات المقبلة أكون 19 وأشارك، ولكن مرّت الأيام ولم نشارك في أي انتخابات لا أنا ولا أبناء جيلي”.

وتبدي أسفها لعدم تمكنها كما أبناء جيلها من اختيار ممثليهم في الرئاسة ولا المجلس التشريعي ولا حتى البلديات، هنا في قطاع غزة لا انتخابات بالمطلق، وتعقّب :”على الأقل جرّب بعض أبناء جيلي انتخابات مجالس الطلبة في بعض الجامعات بالضفة الغربية، أمام نحن فلا نُستشار في شيء، حتى أنهم يستكثرون علينا الإجابات عند حدوث أي أمر في البلد مثل فرض الضرائب”.

وتؤكد دعاء إن عدم مشاركة الشباب في أي تجربة ديمقراطية ينعكس سلبًا عليهم، فهو يتسبب بشرخ في العلاقة والثقة مع المؤسسات التي تحكمنا ولا نشعر بأنهم يمثلون الشعب حقًا، فهم ليسوا خيارنا، تضيف :”ربما خيار من سبقونا ولكن ليس نحن”.

في ذات اليوم، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج #بدنا_انتخابات لفلسطينيين وفلسطينيات يطالبوا بإجراء انتخابات شاملة وتجديد الشرعية، فالشباب الذي تبلغ نسبته 23% في العمر ما بين 15-29 عامًا لم يجربوا الانتخابات مطلقًا.

صفوت:صبرنا لسنوات على أمل أن نشارك في اختيار من يمثلنا في البرلمان، ولكن تبين أنهم “لاصقين بالكرسي”

يقول الشاب فؤاد صفوت :” عمري ٣٠ عامًا ولا مرة انتخبت ولا شاركت بأي عملية ديمقراطية، لا اخترت وأنا طالب مين يمثلني بمجلس الطلاب ولا بالاتحاد العام لطلبة فلسطين بالمجلس الوطني، كبرت شوي وخلصت من الجامعة كان نفسي أشارك بالحياة السياسية وآخذ دوري وأترشح، حتى انتخابات البلديات ما سمحولنا فيها، رحنا على النقابات قلنا يمكن وضعها أفضل طلعت كمان وضعها أسوأ”.

ويضيف صفوت إننا صبرنا لسنوات على أمل أن نشارك في اختيار من يمثلنا في البرلمان، ولكن تبين أنهم “لاصقين بالكرسي”، وأيضًا الرئيس، وفق القانون والدستور الفلسطيني من حقنا ونحن نعيش كل هذه النكبات أن نختار أناس جدد يمثلونا في مواقع صنع القرار، لذا #بدنا_انتخابات شاملة أي نقابات وبلديات ومجلس وطني ورئاسية وتشريعية ومجالس طلاب.

ويكمل :” كفى مصادرة لحقوق الناس الأساسية، نريد أخذ دورنا وضخ قيادات شابة تعيد لمشروعنا الوطني شبابه وتعيد للناس حقوقها وتوفر لها مقومات الحياه”، ووجه رسالة للشباب خاصة طلبة الجامعات بضرورة الضغط لاستعادة الحقوق المسلوبة من الجميع في غزة والضفة وعدم الانتظار لعشرة أعوام أخرى، كلنا يجب أن نتحرك.

الزرد:مشاهد عودة الشباب في توابيت بعد محاولتهم الهروب من الواقع الكارثي هي مؤشر على حاجتنا لانتخابات

الناشطة الشابة سمية الزرد أيضًا كانت من المغردين على هاشتاج #بدنا_انتخابات، تقول الزرد لنوى إن الشباب الفلسطيني تابع الانتخابات التونسية بتعطش شديد، خاصة بعد حرمانهم من هذه التجربة الديمقراطية لأكثر من ثلاثة عشر عامًا بسبب حالة التيه السياسي كأهم مفرزات الانقسام الفلسطيني، الناشطة الشابة التي مارست العملية الانتخابية لمرة واحدة في حياتها تقول إن المشاهد الانتخابية التونسية كانت حاضرة في عقل كل شاب فلسطيني، وأثرت بشكل قوي في إعادة جملة من التساؤلات من أهمها إلى متى سنبقى ما بين موقف الناظر لتدهور الوضع السياسي دون محاولة شبابية جادة ومؤثرة لوقف هذا الاستنزاف الفلسطيني الفلسطيني، وبين المنظّرين لمواقف البعض الحزبية.

وتابعت :”إلى متى سنبقى ندفع ثمن الحرمان من حقنا الانتخابي خاصة أن الشباب هم الأكثر تضررًا، وهذا ما يشير إليه واقعهم من تهجير وتكميم للأفواه، فضلًا عن البطالة القاتلة والتي وصلت أعلى معدلاتها”، فهنا شعر الشباب بأنه حان الوقت للعودة لدق جدار الخزان ليكون لهم دور في تصويب الأوضاع عبر انتخابات نزيهة.

وترى الزرد إن مشاهد عودة الشباب في توابيت بعد محاولتهم الهروب من الواقع الكارثي هي مؤشر على حاجتنا لانتخابات، كذلك مشاهد اكتظاظ الخريجين والخريجات بالآلاف أمام بوابة وزارة العمل وآلاف الأسر أمام البريد للحصول على منح مائة دولار والأكثر إيلامًا مشاهد ضياع الأرض والتعدّي على القدس دون أي رد من الفصائل الفلسطينية، القضية كلها تعاني الاحتضار.

تقرير شيرين خليفة

رابط مختصر

أضـف تـعـلـيق 0 تـعـلـيـقـات

* الإسم
* البريد الألكتروني
* حقل مطلوب

البريد الالكتروني لن يتم نشره في الموقع

شروط النشر:

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.