ما وراء تفجيرات غزة

352 views مشاهدة
أخر تحديث : الخميس 29 أغسطس 2019 - 9:51 صباحًا
ما وراء تفجيرات غزة

غزة (اتحاد لجان العمل النسائي)

انتهت مراسم تشييع شهداء الواجب الوطني الثلاثة في مدينة غزة ومخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة، حيث انطلقت مسيرة التشييع من المسجد العمري الكبير بمدينة غزة للصلاة على الشهيدين ماجد النديم وعلاء الغرابلي، ومن المسجد الكبير بمخيم البريج وسط قطاع غزة لتشييع جثمان الشهيد وائل خليفة لمواراتهم وسط مطالبات من الجماهير بالقصاص من المجرمين.

وكان عناصر الشرطة الفلسطينية الثلاثة استشهدوا الليلة الماضية جراء حادثي تفجير وقعا قرب حاجزي شرطة جنوب غرب مدينة غزة، ما دفع بالمختصين والمختصات إلى طرح تساؤلات حول دوافع الفاعلين وضرورة اتخاذ إجراءات لحماية الجبهة الداخلية.

المحللة السياسية د.عبير ثابت قالت إن ما حدث ليلة أمس هو نتاج للعقلية الجيتاوية الرافضة للآخر، من أولئك مدعي أنهم حماة الدين ووكلاء الله على الأرض ويجب فرض الوصاية بالقوة، وأمام خطورة تلك التفجيرات التي راح ضحيتها أبرياء يجب الوقوف بجدية والتصدي لمن يعتقدوا أنهم يتصرفوا بالوكالة عن الله وبالأصالة عن الشعب الفلسطيني المنهك من المراهنات الخاسرة.

وأضافت ثابت في منشور لها على الفيس بوك إنه من الأجدر الآن ومن الجميع الاستيقاظ من سباتهم الفصائلي، والتعرف على حجم مصائبنا بعيون وطنية فلسطينية، والتي لم تعد قضايا طارئة أو عَرضية، بل أصبحت قضايا بنيونية تمس مشروعنا الوطني الفلسطيني بأكمله، فخطورة الجماعات التكفيرية توازى خطورة الاحتلال وهى تستهدف المجتمع الفلسطيني بأكمله .. ولا خيار أمامنا إلا الوحدة وإنهاء الانقسام ومواجهة الأخطار المحدقة بقضيتنا متحدين.

أما المحلل السياسي د.عدنان أبو عامر فقد ذكّر بأنه ممن دعا دائمًا صناع القرار في غزة لإدارة ملف أصحاب الأفكار التفكيرية بمنطق الحوار والنقاش، انطلاقًا من قاعدة “وجادلهم بالتي هي أحسن”، لكن تفجيرات الساعات الأخيرة، وبهذه الطريقة المستوردة من خارج الحدود، قد تتطلب إعادة النظر بمنطق الحوار من الأساس، فالفكرة تقابلها فكرة، وسواها يتطلب منطق آخر!

وتابع أبو عامر في منشور على الفيس بوك إن الحفاظ على أمن ‎غزة كجزء عزيز من الوطن الكبير ‎فلسطين؛ مسؤولية وطنية عامة؛ يشترك فيها المؤيد والمعارض؛ لأن الجنون الذي شهدناه في الساعات الأخيرة لا يدور عن خلافات سياسية؛ بل بين إرادتي الحياة والموت.. والفلسطيني الحقيقي يحب الحياة إذا ما استطاع إليها سبيلًا..‎

ولم يختلف عنهم في الرأي المحلل السياسي منصور أبو كريم والذي وصف ما حدث بأنه “عملية إرهابية، وقال إن ما حدث من عمليات إرهابية تفجيرية (إنتحارية) ضد أفراد وحواجز الشرطة في غزة يعتبر تطور نوعي وتحول دراماتيكي في العلاقة بين حركة حماس والجماعات الإسلامية المتطرفة في غزة (داعش).

وشدد على أن ما حدث رغم محاولات التقليل منه بالقول أنه عمليات تفجيرية فقط؛ هو بداية لدخول هذا النمط من ردات الفعل والانتقام والعمل المسلح و(العمليات الإرهابية) للساحة الداخلية الفلسطينية وساحة غزة على وجهة التحديد؛ التي تشهد في نفس الوقت تحديات أخرى كبيرة، تتعلق بتردي الوضع الاقتصادي والاجتماعي، الأمر الذي يزيد مشهد غزة تعقيدًا وتوترًا.

وأوضح أبو كريم إنها المرة الأولى التي تشهد فيها علاقة الجماعات الإسلامية المتطرفة والمعتدلة هذا التحول الكبير، فرغم كثرة المشاكل والأزمات إلا أنه لم تصل العلاقة لمرحلة العمليات الإرهابية! هذا تحوّل استراتيجي سوف يلقي بتداعياته على المشهد السياسي والأمني في غزة خلال الفترة المقبلة، وسوف يزيد من صعوبة الوضع الاقتصادي والاجتماعي والأمني.

وشدد على أنه في مثل هذه الحالات المعالجة الأمنية القائمة على الضرب بيد من حديد لن تؤدي لنتائج حاسمة بل يمكن أن تزيد الأمر تعقيدًا، فالمطلوب معالجة فكرية وأمنية وسياسية، ومع معرفة الدوافع كون أن يد الاحتلال ليست بعيدة عن العبث بالجبهة الداخلية الفلسطينية في ظل قرب المواجهة.

المصدر : نوى ، فلسطينيات

رابط مختصر

أضـف تـعـلـيق 0 تـعـلـيـقـات

* الإسم
* البريد الألكتروني
* حقل مطلوب

البريد الالكتروني لن يتم نشره في الموقع

شروط النشر:

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.