بعد العراقية زها حديد.. ياسمين لاري ثاني امرأة تفوز بالجائزة الذهبية البريطانية

ويأتي فوز لاري -التي تعرف بأنها أول مهندسة معمارية في باكستان ـ لتأثيرها في النطاق الهندسي والإنساني.
وتعد الميدالية الذهبية الملكية واحدة من أكثر جوائز الهندسة المعمارية المرموقة في العالم والتي يتم اعتمادها من ملك بريطانيا بشكل شخصي، وسيتم تسليمها إلى لاري رسميا في يونيو/حزيران من العام الجاري.
وذكر المعهد الملكي في بيان صحفي “لطالما كانت لاري قوة ثورية في باكستان. وذات تأثير لا يقاس في العمارة والعمل الإنساني في البلاد، بمسيرة مهنية طويلة ولامعة يدافع فيها عملها عن مفاهيم البناء الذاتي الخالية من الكربون للسكان النازحين والكوارث الطبيعية وتغير المناخ”.
وأضاف “تقاعدت لاري رسميًا عام 2000، حيث ظل شاغلها وتركيزها منصبا منذ ذلك الحين على القضايا الإنسانية. لتنشئ مع زوجها سهيل ظهير مؤسسة التراث الباكستانية. تعاطيا فيها معا مع ما ألحقته الكوارث الطبيعية والزلازل والفيضانات والصراعات بالناس في باكستان، بإنشاء تصميمات معمارية بسيطة وميسورة التكلفة من المواد المتاحة لتلبي احتياجاتهم الجوهرية”.
وشيدت لاري ملاجئ وآلاف المساكن المستدامة، واشتهرت بتصميم موقد عد بديلا بيئيا للموقد التقليدي يقلل بشكل كبير من الانبعاثات، ومعالجة القضايا البيئية والصحية غير المواتية المرتبطة بها بالطبخ على نار مفتوحة.
وقد عبر رئيس المعهد الملكي عبر البيان الصحفي قائلا “أظهرت لنا ياسمين، بتركيزها على القضايا الإنسانية، كيف يمكن أن تغير الهندسة المعمارية الحياة للأفضل”.
وقالت الكاتبة والمهندسة المعمارية سوميتا سينغا “من الرائع معرفة أن ياسمين لاري ستحصل على الميدالية الذهبية الملكية لعام 2023. إنها امرأة شجاعة وملهمة، أتيت على ذكرها في كتاب لي سينشر في نوفمبر/تشرين الثاني”.
وغردت الصحفية زوفين إبراهيم قائلة “كثيرون في باكستان لم يسمعوا بالخبر، أما الذين علموا فما زالوا متشككين. لكن المؤكد أنه في جميع أنحاء العالم، تحظى أعمال ياسمين لاري بتقدير كبير”.
وتُمنح الجائزة الذهبية سنويًا من قبل المعهد الملكي للمهندسين المعماريين البريطانيين نيابة عن الملك، اعترافا للفرد أو المجموعة بالمساهمة الكبيرة في مجال الهندسة المعمارية العالمية.
وعبر تاريخها، فاز بالجائزة الذهبية الملكية العديد من مشاهير المهندسين المعماريين، وكان تشارلز روبرت كوكيريلف أول الفائزين بها عام 1848، ومن أبرزهم السير غلبرت سكوت غيلز عام 1925، فرانك لويد رايت عام 1941، لوكوربوزييه عام 1953.
وعام 2015، باتت المهندسة العراقية البريطانية زها حديد أول امرأة تنال الميدالية الذهبية الملكية للهندسة المعمارية.
من ياسمين لاري؟
وتخرجت لاري من جامعة أكسفورد بروكس عام 1963. وأصبحت رئيسة معهد المهندسين المعماريين في باكستان عام 1978، وأول رئيس للمجلس الباكستاني للمهندسين المعماريين ومخططي المدن (PCATP) عام 1983.
وقد صممت شركتها المعمارية بعضا من أكثر المشاريع شهرة بالبلاد، حتى تقاعدت عام 2000 للتركيز على الحفاظ على التراث والهندسة المعمارية الإنسانية.
وقامت لاري بحفظ المباني في ماكلي وقلعة لاهور (كليهما من مواقع التراث العالمي) وكذلك المباني الاستعمارية البريطانية بالقرن 19 في كراتشي ولاهور وبيشاور. وقد تم ضمها إلى قائمة 60 سيدة اللواتي ساهمن بأكبر قدر في تحقيق أهداف اليونسكو.