صالح زيدان : في مسيرة “لنحمي الوحدة لفك الحصار وإعادة الإعمار”

1٬310 views مشاهدة
أخر تحديث : السبت 11 أبريل 2015 - 9:24 مساءً
صالح زيدان : في مسيرة “لنحمي الوحدة لفك الحصار وإعادة الإعمار”

كلمة الرفيق/ صالح زيدان*
في مسيرة “لنحمي الوحدة لفك الحصار وإعادة الإعمار”

الأحبة أهالي الشهداء والجرحى والمشردين والمتضررين عموماً:
الأخوات والإخوة قادة العمل الوطني والشعبي:
الإخوة الأفاضل وجهاء ومخاتير غزة:
الحضور الكريم.. الرفيقات والرفاق:
أبطال كتائب المقاومة الوطنية:
بدايةً اسمحوا لي أن أنقل لكم ولكل أبناء شعبنا، تحيات الرفيق الأمين العام للجبهة الديمقراطية نايف حواتمة. وأخص بالذكر النساء، الأطفال، المسنين، الشباب والرجال الصامدين.. لغزة العزة التي رسمت بلحمها ودمها ملحمة النصر المجيدة على جيش الاحتلال الإسرائيلي، جيش الجرائم والمجازر. ننحني لهذا الشعب الأبي الشجاع، لدرة فلسطين ورمز مجدها وصانعة أسطورة نصرها التاريخي. تحية المجد لشهداء شعبنا العظيم من رفح إلى خان يونس، من خزاعة إلى عبسان والقرارة والزنة، من البريج والمغازي والنصيرات ودير البلح إلى غزة وشجاعيتها الشجاعة، والزيتون والتفاح والدرج، من جباليا إلى بيت لاهيا وبيت حانون. تحية الفخر والاعتزاز للعوائل التي تعرضت للمجازر البشعة، لشهداء التلاحم في الضفة.
أتوجه بتحية الفخر والاعتزاز للشهداء جميعاً ومنهم الشهيد (أبو ضياء) زكري أبو دقة عضو القيادة المركزية للجبهة الديمقراطية، ويوسف الوصيفي مسؤول الإعلام الحربي لكتائب المقاومة الوطنية وشهداء كتائب المقاومة الوطنية.
وأوجه تحية الأمين العام نايف حواتمة لأبطال أسطورة المقاومة الباسلة في وجه جيش العدو الإسرائيلي أحد أقوى جيوش العالم والحائز على المرتبة الأولى في الإجرام والوحشية.
فسلام المجد والفخر والاعتزاز لأبطال المقاومة الذين صنعوا مع شعبنا، مع وحدتنا، نصر غزة وصمودها العظيم. السلام لكتائب المقاومة الوطنية والقسام وسرايا القدس وأبو علي مصطفى وشهداء الأقصى والناصر صلاح الدين والمجاهدين والمقاومة الشعبية وجبريل، ولجميع القوى الوطنية والإسلامية التي كانت الدرع والحامي لهذا النصر المؤزر.
تحية إلى جميع قطاعات شعبنا وفئاته التي صنعت معجزة الصمود العظيمة من طواقم الإسعاف ولجان الإغاثة إلى الإعلاميين، وفي مقدمتهم الشهداء والجرحى، وإلى الإذاعات التي استهدفت بالقصف والتدمير ومنها إذاعة صوت الوطن والشعب والأقصى. كما نحيي الفضائيات التي غطت وفضحت وحشية وممارسات ووحشية الاحتلال ودعمت مقاومة وصمود شعبنا ومنها على سبيل المثال، فلسطين – الجزيرة- الميادين- العودة – المنار- العالم- فلسطين اليوم- الأقصى والكتاب والقدس وغيرها. ونوجه التحية إلى الدول وشعوب العالم التي هبت متضامنة مع شعبنا في أوروبا وأمريكا اللاتينية وأمريكا وكندا، إلى كوبا وبوليفيا وفنزويلا وجنوب أفريقيا والبرازيل وتشيلي. تحية إلى مصر وإيران ولبنان وحزب الله، إلى سوريا، إلى الجزائر وكل الشعوب العربية، إلى كل أحرار العالم.
نبارك لفلسطين كلها هذا الانتصار لشعبنا في الضفة والقدس، لشعبنا في الـ 48، لشعبنا في الشتات، للعرب وأحرار العالم. هذا الانتصار الذي هو ابن وامتداد لملاحم البطولة والصمود لشعبنا من معركة الكرامة عام 68 إلى صمود بيروت عام 82 إلى معارك صمود المخيمات وانتفاضات شعبنا في مواجهة الاحتلال.
الحضور الكريم:
يا أبناء شعبنا العظيم
غزة انتصرت ومعها فلسطين بالمقاومة، بتحمل الآلام والمعاناة والتضحيات الهائلة. فعلى امتداد واحد وخمسين يوماً في مواجهة العدوان توحد الشعب الفلسطيني كله حول غزة، ولم يتمكن العدو الإسرائيلي من كسر وحدته وإرادته ومقاومته التي لم تتوقف صواريخها في ضرب إسرائيل ولا مقاومتها في الميدان حتى اللحظة الأخيرة وكبّدت العدو خسائر جسيمة.
لم يستهدف العدو فصيلاً دون غيره بل استهدف الشعب كله وفصائله. أراد يعلون كي وعي شعب فلسطين بضرب المقاومة ومذابح الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين والدمار.
محرقة الاحتلال في غزة هي التي فضحت السقوط الأخلاقي المريع للعدو الصهيوني، وهي التي ستكوي الوعي الإسرائيلي. وكلنا يتذكر دموع كريس جانيس المتحدث باسم وكالة الغوث وهو يجهش بالبكاء ويسرد مشاهداته عن الضحايا من الأطفال والأمهات الذين لجأوا لمراكز الأونروا طلباً للحماية والأمن. دموع كريس كانت دموعاً على حقوق الإنسان والطفولة تحت الاحتلال والعدوان. شكلت غزة هزة للضمير العالمي وربحت المعركة الأخلاقية، فشهدنا هبّة دولية دعماً لحقوق الشعب الفلسطيني.
يحق لغزة أن تفخر لأنها أعادت حضور القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية على جدول أعمال العالم والمجتمع الدولي بعد أن دفنتها المفاوضات العبثية في الأدراج المعتمة، وأعادت الاعتبار لفلسطين والأمل بإنهاء الاحتلال.
أيتها الأخوات والإخوة:
تحديات ما بعد وقف العدوان أكبر. فحقوق شعبنا ملحة من فك الحصار إلى إعادة الإعمار والإغاثة والتعويض وسوى ذلك. وطموح المليونين تقريباً في غزة، بل الـ 12 مليون فلسطيني، أن تكون الحرب الثالثة على غزة هي آخر الحروب بدحر الاحتلال وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس وصيانة حق العودة.
وأولى التحديات وبدايتها هي إعادة الإعمار لما دمرته الحرب الهمجية الإسرائيلية، وبوابة الإعمار فتح المعابر وفك الحصار.وإعادة الإعمار هي أداة القياس للحفاظ على النصر.
أيتها الرفيقات.. أيها الرفاق:
ما يبعث على القلق أن الانتظار هو سيد الموقف خاصةً مع الحاجات التي تزداد إلحاحاً ونحن على أبواب الشتاء وفتح المدارس، خاصةً توفير الإيواء والإعمار والتعويضات وفتح المعابر والكهرباء والمياه… الخ.
وما يثير الحزن والأسى والقلق أكثر ليس الانتظار فقط بل ما تشهده الجبهة الداخلية من تبادل للاتهامات البغيضة، من عودة للتراشق الإعلامي بين فتح وحماس، في الوقت الذي لم تجف فيه دماء الشهداء ولم تشفَ جراح المصابين والجرحى.
التحدي أمامنا كبير والمسؤولية التاريخية على الجميع أمام ما تشهده غزة من نكبة متجددة وكارثة إنسانية. إنها مسؤولية العرب والعالم كله ولكنها مسؤوليتنا أولاً، مسؤولية كل الفلسطينيين وفي المقدمة جميع القوى والفصائل، وفي مقدمتها حكومة التوافق وسلطة حماس في غزة.
أيتها الأخوات.. أيها الإخوة:
بوابة التغيير والنهوض والطريق لتحقيق الإعمار وفك الحصار هي الوحدة الوطنية لأنه لا إعمار مع الخلافات الداخلية والانقسام.
إن الارتقاء إلى ما فعله شعبنا الفلسطيني في غزة، وبداية المسح للجراح، بوقف مهزلة تبادل الاتهامات والتراشق الإعلامي بين فتح وحماس واستنهاض المواقف الموحدة وسبل الوحدة والشراكة، ووقف محاولات حرف بوصلة المواجهة للتحديات الخارجية، بالعودة للانقسام والمعارك الداخلية الفلسطينية.
وما باليد هو تمكين حكومة التوافق الوطني من أخذ دورها كاملاً في غزة مهما كانت ثغراتها وإنهاء حكومة الظل لحماس، فنحن أمام مؤتمر الإعمار في 12 أكتوبر القادم. وحتى لا يتكرر ما حصل عام 2009 عندما تقرر 4.7 مليار دولار لإعمار غزة بعد الحرب الإسرائيلية الأولى على القطاع ولم يصل منها شيئاً. لا بد من تفعيل دور حكومة التوافق الوطني وبمساندة جميع القوى الوطنية والإسلامية، خاصةً أن من شكَّل هذه الحكومة حركتي فتح وحماس. ورغم كل ملاحظاتنا عليها رحّبنا وطالبنا بالمحافظة عليها بأي ثمن لاستكمال عملية المصالحة لفك الحصار وإعادة الإعمار.
أما الرواتب فنحن مع حلها، ومع الأمان الوظيفي للجميع بما فيهم ضحايا الانقسام. وأقول نحن مع تشكيل حكومة وحدة وطنية وبأسرع وقت لأنها الأقدر على النهوض بغزة، ولكن هذه قد تحتاج إلى وقت. وإلى أن نصل إلى ذلك لنبدأ بما هو موجود باليد، وبمساعدة حكومة التوافق ولجنة وطنية لإعادة الإعمار تشارك فيها جميع القوى ومؤسسات المجتمع المدني.
وأقول، لتكن أولوياتنا مطالب الشعب أولاً، فك الحصار والإعمار والأسرى ومساحة الصيد البحري بـ 12 ميل وإزالة الحزام الأمني، فضلاً عن الإغاثة والتعويض. وأضيف، كل الحقوق يجب تلبيتها بما فيها الرواتب ولكن مع عدم وضعها بتعارض مع بعضها البعض.
ومرةً أخرى، الإعمار وفك الحصار هي الأولويات وهي غير ممكنة دون حكومة التوافق الوطني. وهي ضرورية كذلك للمحافظة على العلاقة مع مصر وتطويرها وفتح معبر رفح بشكل يومي كامل.
أيتها الأخوات والإخوة:
معركة فك الحصار وإعادة الإعمار هي كذلك باستكمال المعركة التفاوضية بأعلى درجة من الوحدة في الوفد الموحد في الموقف وفي القرارات والمطالب. والاستناد في المعركة التفاوضية إلى أعلى درجة من الوحدة الوطنية، وتعاظم الدعم الشعبي على الصعيد الفلسطيني والدولي. لأن إسرائيل متعنتة وتريد أن تثبت أنها من يفتح المعابر ويدخل المواد الإغاثية ومواد الإعمار وبالقدر الذي تريد.
وأيضاً بالتمسك بالدور المصري الداعم لشعبنا والذي نقدره ونشكره عالياً.
إن حماية الوحدة الوطنية والشراكة وحكومة التوافق الوطني طريق كسر الحصار وإعادة الإعمار والكهرباء وإعمار البنية التحتية وفتح المطار والميناء وتحرير الأسرى.
أيتها الرفيقات.. أيها الرفاق:
إن جعل الحرب الثالثة على غزة آخر الحروب يتطلب العمل لإنهاء الاحتلال وموجباته باستنهاض كل عناصر القوة الفلسطينية وفي مقدمتها الوحدة مع الحق في الحفاظ على سلاح المقاومة حتى إنهاء الاحتلال لأنه حق مشروع وطنياً وبالشرعية الدولية. ولذلك ندعو لبناء جبهة مقاومة موحدة بقيادة سياسية واحدة.
ونقولها صراحةً، أمريكا تقطع الطريق على الرئيس عباس برفض خطته لإنهاء الاحتلال، وعلينا العمل لتوفير مناخ دولي ضاغط لإنهاء الاحتلال، وفي المقدمة نطالب الرئيس أبو مازن بالتوقيع الفوري على ميثاق روما والانضمام لمحكمة الجنايات الدولية حتى لا تمر الجرائم الإسرائيلية وآخرها استشهاد الأسير رائد الجعبري في سجون الاحتلال مرور الكرام. فينبغي تقديم دولة الاحتلال ومجرمي الحرب الإسرائيليين للمحاكمة والمساءلة والمحاسبة على الجرائم المرتكبة في غزة وال ضفة والقدس. وكذلك الانضمام إلى بقية المؤسسات الدولية كحق فلسطيني.
إننا ندعو القيادة الفلسطينية للتوجه لمجلس الأمن الدولي لطلب الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وتمكينه من تقرير مصيره وإنهاء الاحتلال بسقف زمني محدد. وإذا مارست واشنطن حق النقض، علينا التوجه للجمعية العامة للأمم المتحدة تحت بند الفصل السابع من ميثاقها الذي له نفس قوة قرار مجلس الأمن. وكذلك مراجعة العلاقات الفلسطينية مع إسرائيل واعتبارها دولة احتلال والعمل على وقف الالتزام بالاتفاقات المجحفة خاصةً الاقتصادية والتنسيق الأمني.
أيتها الأخوات.. أيها الإخوة:
أمريكا في 11 أيلول تنفض يدها مجدداً من القضية الفلسطينية وتنشغل بحرب أوكرانيا وضرب داعش. وإسرائيل تريد تحطيم المصالحة الفلسطينية. وبصراحة أقول نحن مع أية حوارات لإنجاز المصالحة، ولكن هل طريقها الناجح هو الحوار الثنائي بين فتح وحماس؟! كلا.
وحدة الشعب الفلسطيني ليست إحدى الخيارات لنختار إما الطلاق أو الشراكة، فالطلاق بين الفلسطينيين أو فتح وحماس هو الدمار والانفصال التام بين غزة والضفة، وهذا ما تريده إسرائيل.
إن هذا يرتب على الفلسطينيين مسؤوليات كبيرة اتجاه قضيتهم، وفي مقدمتها إنجاز المصالحة الحقيقية وإزالة العقبات من أمامها. ووضع إستراتيجية فلسطينية سياسية ونضالية موحدة وبمشاركة الجميع. ولذلك نطالب الرئيس أبو مازن بالدعوة العاجلة للإطار القيادي المؤقت لـ م. ت. ف. للحوار الوطني الشامل في إطاره، بدل التراشق والتلاسن المخزي. علينا المسارعة لاستكمال معالجة جميع ملفات المصالحة في 4/5/2014 لوأد الانقسام الكارثي إلى الأبد. لا نريد انفرادين مدمرين، انفراد فتح وانفراد حماس. فنحن والشعب نريد مصالحة حقيقية تحقق شراكة للجميع لوضع شعار شركاء في الدم شركاء في القرار موضع التطبيق. الشعب يريد ترتيب بيتنا الفلسطيني وتوحيد حقنا. ووحدة القرار والقيادة والمؤسسات. فهذا طريق النصر وطريق الوفاء لدماء غزة. بها يفتح نصر غزة، طريق الاستقلال والعودة.
لنتذكر أن العدوان الهمجي لن يتوقف إلا بزوال الاحتلال. ما أحوجنا للوحدة الوطنية والشراكة الوطنية، وتحت سقفها تجري الانتخابات الديمقراطية، انتخابات الرئاسة والمجلسين الوطني والتشريعي بقانون التمثيل النسبي الكامل.
هذه هي رسالتنا، رسالة الوحدة والمقاومة والشراكة اليوم قبل الغد، طريق الإعمار وإنهاء الاحتلال.
المجد للشهداء.. الشفاء العاجل للجرحى.. الحرية للأسرى
*عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
11/9/2014

رابط مختصر

أضـف تـعـلـيق 0 تـعـلـيـقـات

* الإسم
* البريد الألكتروني
* حقل مطلوب

البريد الالكتروني لن يتم نشره في الموقع

شروط النشر:

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.